فوائد أخذ حمض الفوليك قبل الحمل
يعد حمض الفوليك أحد الفيتامينات الأساسية التي تلعب دورًا حيويًا في صحة الإنسان، وبخاصة في فترة ما قبل الحمل. تتعدد فوائده بشكل كبير، حيث يعد من المكملات الغذائية التي يُوصى بها للأمهات المستقبلات قبل الحمل، وذلك لما له من دور بالغ الأهمية في وقاية الجنين من مجموعة من العيوب الخلقية التي قد تصيبه في مراحل مبكرة من نموه.
قبل الحمل، يكون جسم المرأة في مرحلة تحضير لتكوين جنين جديد، وبالتالي فإن تناول المكملات الغذائية مثل حمض الفوليك يُعد من الخطوات المهمة التي يجب على المرأة اتباعها. في هذا المقال، سنتناول فوائد حمض الفوليك قبل الحمل بالتفصيل، مع التركيز على دوره في صحة الأم والجنين، فضلاً عن النصائح المتعلقة بتوقيت وكيفية تناول المكملات.
ما هو حمض الفوليك؟
حمض الفوليك هو شكل من أشكال فيتامين B9، وهو عنصر غذائي ضروري للجسم، حيث يلعب دورًا رئيسيًا في تكوين الحمض النووي (DNA) ويُساعد في تقسيم الخلايا. يمكن العثور على حمض الفوليك في العديد من الأطعمة مثل الخضروات الورقية الداكنة، والفواكه، والحبوب الكاملة، لكنه غالبًا ما يُتناول على شكل مكمل غذائي لتعويض أي نقص قد يحدث في النظام الغذائي اليومي.
أهمية حمض الفوليك قبل الحمل
يُعتبر حمض الفوليك واحدًا من المكملات الأساسية التي يُوصى بها للنساء اللاتي يخططن للحمل، وذلك بسبب تأثيره المباشر على صحة الأم والجنين على حد سواء. قد لا تكون المرأة على دراية كاملة بكافة الفوائد التي يقدمها حمض الفوليك في هذه الفترة، لذلك يجب تسليط الضوء على بعض من أهم هذه الفوائد:
-
الوقاية من العيوب الخلقية في الدماغ والحبل الشوكي:
من أبرز الفوائد التي يقدمها حمض الفوليك قبل الحمل هي قدرته على الوقاية من العيوب الخلقية التي قد تصيب الدماغ والحبل الشوكي للجنين. أحد أبرز هذه العيوب هو “الأنبوبة العصبية”، وهو خلل في التطور المبكر للحبل الشوكي والدماغ. تظهر هذه العيوب في أول الأسابيع بعد الحمل، وغالبًا ما تكون غير قابلة للعلاج إذا لم يتم الوقاية منها مسبقًا.
من خلال تناول حمض الفوليك في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، يمكن تقليل خطر الإصابة بتشوهات الأنبوبة العصبية بنسبة تصل إلى 70%.
-
تعزيز نمو الجنين السليم:
يساعد حمض الفوليك في دعم النمو السليم للجنين داخل الرحم. حيث يساهم في تكوين خلايا الدم الحمراء، مما يعزز قدرة الجسم على نقل الأوكسجين إلى الجنين. هذا يعنى أن حمض الفوليك يساعد في حماية الجنين من حالات نقص الأوكسجين التي قد تؤثر سلبًا على نموه.
-
الحد من خطر الولادة المبكرة:
هناك دراسات تشير إلى أن تناول حمض الفوليك قبل الحمل يمكن أن يقلل من خطر الولادة المبكرة. يساهم الفوليك في تحسين صحة المشيمة، والتي هي المسؤولة عن تغذية الجنين خلال فترة الحمل. كلما كانت المشيمة صحية، كلما زادت فرص الحمل الكامل والولادة الطبيعية في الموعد المحدد.
-
تقليل خطر العيوب الخلقية الأخرى:
بالإضافة إلى العيوب المتعلقة بالأنبوبة العصبية، يمكن أن يساهم حمض الفوليك في تقليل خطر حدوث عيوب خلقية أخرى مثل عيوب القلب وعيوب الشفة الأرنبية. تناول حمض الفوليك قد يقلل أيضًا من بعض الأمراض الوراثية لدى الجنين.
-
الحفاظ على صحة الأم:
كما يساعد حمض الفوليك في تحسين صحة الأم أثناء الحمل. يساعد الفوليك في تقليل خطر الإصابة بفقر الدم (الأنيميا)، وهي حالة شائعة تحدث عندما يكون لدى الجسم عدد غير كافٍ من خلايا الدم الحمراء السليمة. تعتبر المرأة الحامل أكثر عرضة لهذه الحالة، مما يجعل حمض الفوليك ضروريًا لتحسين مستويات الهيموغلوبين في الدم.
-
دوره في التقليل من فرص الإصابة بالاكتئاب:
هناك بعض الأدلة على أن حمض الفوليك قد يساهم في تقليل مخاطر الإصابة بالاكتئاب أثناء الحمل وبعده. ويعود ذلك إلى دور الفوليك في تنظيم مستوى السيروتونين في الدماغ، وهو الناقل العصبي الذي يؤثر بشكل كبير على المزاج والصحة العقلية.
متى يجب البدء بتناول حمض الفوليك؟
يُوصى بأن تبدأ النساء في تناول حمض الفوليك قبل الحمل بفترة زمنية تتراوح بين 3 إلى 6 أشهر. على الرغم من أن تناول حمض الفوليك في أي وقت خلال الحمل يعد مهمًا، إلا أن تأثيره الوقائي على العيوب الخلقية يكون أقوى عند تناوله قبل الحمل أو في الأسابيع الأولى من الحمل.
الجرعة الموصى بها عادة هي 400 ميكروغرام يوميًا. في بعض الحالات، قد يوصي الطبيب بزيادة الجرعة إلى 5 ملغ يوميًا إذا كان هناك خطر أعلى لحدوث تشوهات جنينية بسبب عوامل وراثية أو حالات طبية معينة.
المصادر الغذائية لحمض الفوليك
في حين أن المكملات الغذائية توفر طريقة مثالية لتلبية احتياجات حمض الفوليك، يمكن الحصول على حمض الفوليك من مصادر غذائية طبيعية أيضًا. وتشمل هذه المصادر:
-
الخضروات الورقية الداكنة مثل السبانخ، والكالي، واللفت.
-
الفواكه مثل البرتقال، والفراولة، والموز.
-
الحبوب الكاملة مثل الشوفان، والقمح، والأرز البني.
-
البقوليات مثل العدس والفاصوليا.
-
الكبد واللحوم الحمراء، وهي من المصادر الغنية بحمض الفوليك.
على الرغم من توفره في الأطعمة، فإن الكميات التي يتم تناولها عادة من هذه المصادر الغذائية قد تكون غير كافية لتلبية احتياجات المرأة في فترة ما قبل الحمل. لذلك، يفضل دائمًا استشارة الطبيب بشأن إمكانية إضافة المكملات.
الخلاصة
يُعد حمض الفوليك أحد المكملات الضرورية التي يجب على المرأة تناولها قبل الحمل، وذلك لضمان حدوث حمل صحي وآمن. لا تقتصر فوائده على حماية الجنين من العيوب الخلقية فحسب، بل تمتد أيضًا لتحسين صحة الأم بشكل عام. من خلال تناول حمض الفوليك في الوقت المناسب وبالجرعة الموصى بها، يمكن تقليل العديد من المخاطر المرتبطة بالحمل وتوفير بيئة صحية ومثالية لتطوير الجنين بشكل سليم.
